ضوء أخضر امريكي لمعركة جديدة في الساحل الغربي باتجاه الحديدة وخطوات عاثرة لقوات الحلفاء في المخا وميدي وترقب صيني روسي لبدء ساعة الصفر
يمنات – خاص
أنس القباطي
أفصح مسؤولون أمريكيون عن قناعة لدى الولايات المتحدة بتوسيع تدخلها العسكري في اليمن عبر التحالف السعودي.
التدخل العسكري الأمريكي هذه المرة يراه مسئولين عسكريين في البنتاغون من خلال تكثيف الضغط الميداني على “أنصار الله” و حلفائهم، قبل الذهاب إلى طاولة المفاوضات.
جاء ذلك من خلال تصريحات تناقلتها وكالات أنباء عالمية لمسئولين عسكريين في البنتاغون تتضمن إمكانية انخراط واشنطن عسكريا و لو بشكل غير مباشر في حرب اليمن.
و يرى مراقبون أن هذا الانخراط سيكون في معركة الساحل الغربي المرتقبة باتجاه محافظة الحديدة.
و اعتبروا أن تصريحات المسئولين الامريكيين تعد ضوء أخضر امريكي للمعركة باتجاه ميناء الحديدة، الذي يكثف اعلام التحالف السعودي من الضخ الاعلامي بأن الميناء بات منفذا لتهريب الأسلحة، لايجاد الذريعة لاطلاق المعركة.
تحديد ساعة الصفر
ناطق التحالف السعودي، افاد مؤخرا في تصريحات صحفية ان معركة الحديدة غير واردة في حسابات التحالف السعودي حاليا، غير أنه أكد على ضرورة عودة ميناء الحديدة إلى الحكومة (الشرعية).
تصريحات عسيري، تكشف أن تحديد ساعة الصفر للمرحلة الثانية من معركة الساحل الغربي لم تعد بيد التحالف السعودي، و انما باتت في ايدي قوى دولية و بمشاركة اقليمية، و الامريكان أحد أهم هذه القوى.
معركة الحديدة بلا شك ستكون احدى أهم المواضيع المدرجة في المباحثات التي يجريها وزير الدفاع الامريكي في الرياض، و على ضوئها ستحدد ساعة الصفر و حجم المشاركة الامريكية.
تصريحات المسئولين السعوديين بعد المباحثات مع وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، تؤشر إلى وجود رضاء سعودي في هذا الجانب، خاصة و أن الوزير الامريكي هاجم ايران و زعم أن الصواريخ التي تطلق من اليمن تجاه المملكة ايرانية، و هو ما يتوافق مع ما دأب عليه اعلام التحالف في الزعم بأن أسلحة ايرانية تهرب لمن يسميهم “الانقلابيين” عبر ميناء الحديدة.
مستوى التدخل العسكري الامريكي
و تفيد مصادر اعلامية، إن مسؤولين أمريكيين كشفوا أن وزير الدفاع، جيمس ماتيس، ناقش في زيارته الحالية إلى السعودية سبل تقديم مساعدات إضافية من قبل الولايات المتحدة لـ”التحالف السعودي” أثناء اجتماعات ماتيس مع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، و ولي ولي العهد، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، و مسؤولين سعوديين آخرين.
و أعرب المسؤولون، عن اقتناع الإدارة الأمريكية بأن هناك حاجة إلى ممارسة المزيد من الضغط العسكري على أنصار الله وحلفائهم.
و يرون أن الضغط مطلوب، فـ”أنصار الله” لن يأتون إلى طاولة التفاوض في ظل الظروف الحالية.
هذه التصريحات تناقض تصريحات ماتيس العلنية عن وجوب العودة إلى المفاوضات و الحل السلمي، قبل وصوله الرياض.
يعتقد مراقبون أنه من المستبعد مشاركة عسكريين امريكيين في معارك الساحل الغربي باتجاه الحديدة، غير أنهم يرون أن المشاركة الامريكية ستتوسع عما كانت عليه في عهد “اوباما”. متوقعين أن تشمل الدعم اللوجستي بشكل فاعل و امدادات بأسلحة أمريكية أحدث.
و يرون أن المعركة باتجاه ميناء الحديدة تقف وراءها الولايات المتحدة، كونها من يرغب بالتواجد على الشريط الساحلي الغربي لليمن بشكل غير مباشر عن طريق قوات حليفة اماراتية و سعودية.
تضارب اجندات
ما ينبغي الاشارة إليه هو حجم التضارب في الاجندات السعودية و الاماراتية في اليمن، فالامارات باتت هي المتصدرة لمعركة الساحل الغربي، في حين تريد السعودية ان يكون لها موطئ قدم في معارك الساحل الغربي، خاصة بعد بناء قاعدة عسكرية اماراتية في جزيرة ميون الواقعة في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
و فيما باتت الامارات و عبر القوات و المليشيات المسلحة المحلية الموالية لها عاجزة عن التقدم من مديرية المخا، اخر المديريات الساحلية التابعة لمحافظة تعز، جنوب الساحل الغربي، فشلت السعودية هي الأخرى عن احداث تقدم على الأرض عبر القوات و المليشيات المسلحة الموالية لها و المتمركزة في صحراء ميدي الحدودية مع الحدودية، شمال الساحل الغربي.
اذا القوات والمليشيات المسلحة المتمركزة في المخا جنوب الساحل الغربي و الموالية للامارات، تقابلها قوات و مليشيات مسلحة في ميدي شمالا معظمها موالية للاخوان المسلمين و الجنرال علي محسن الأحمر ومن خلفهم السعودية، و هو ما يكشف عن تضارب الاجندات السعودية الاماراتية في معركة الساحل الغربي.
صراع داخل صراع
الطرفان يتسابقان عبر القوات والمليشيات المحلية لكن بخطوات عاثرة للوصول إلى منطقة رأس عيسى بمديرية الصليف إلى الشمال من مدينة الحديدة، و هو ما يكشف عن صراع داخلي، داخل الصراع الاقليمي في ذات المعركة.
“محسن” و قواته و مليشياته يتحركون و عيونهم على المرفأ النفطي برأس عيسى الذي يصدر عن طريقه نفط مأرب التي تقع حقولها النفطية تحت سيطرتهم، في حين تحاول الامارات الوصول إلى المرفأ النفطي لخنق خصمها اللدود “الاخوان” و تكرار سيطرتها على ميناء ضبة النفطي في الشحر بساحل حضرموت.
تفيد معلومات تناقلتها وكالات اخبارية عالمية ان مسئولين عسكريين كبار في البنتاغون باتوا مقتنعين بوجوب زيادة الضغط العسكري الامريكي في اليمن. يشير إلى ذلك تصريحات وزير الدفاع الامريكي، جيمس ماتيس في الرياض، و التي أشار فيها أنه يتعين دحر نفوذ إيران لإنهاء الصراع في اليمن، عن طريق التوصل لحل سياسي من خلال مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة.
ترقب روسي صيني
مراقبون يرون أن معركة الساحل الغربي باتجاه الحديدة، ستستدعي قوات دولية فاعلة في ملفات المنطقة، ابرزهم روسيا و الصين، و اللتان باتتا معنيتان بالدفاع عن حضرهما العالمي و على الأخص روسيا، حيث ان سيطرة الولايات المتحدة على كامل الساحل الغربي لليمن عن طريق حلفائهما الاقليميين الامارات و السعودية على وجه التحديد سيحول البحر الأحمر إلى بحيرة مغلقة للنفوذ الامريكي.
المعركة لم تبدأ بعد، في ظل تصاعد التحضيرات لها في وسائل الاعلام، في حين لا تزال الخطوات عاثرة باتجاها، فالقوات الموالية للامارات لم تتمكن من تجاوز قرية الزهاري في المخا، و فشلت في تجاوز جبل النار لتأمين تواجدها في المخا حين حاولت التوجة شرقا للاستيلاء على معسكر خالد، حوالي 55 كم شرق مدينة المخا.
و بالمقابل فشلت القوات الموالية للسعودية في تجاوز مدينة ميدي الحدودية بمحافظة حجة، شمال الساحل الغربي لليمن، و لا تزال حبيسة في صحراء ميدي المحفوفة بحقول الألغام منذ أكثر من عام و نصف، و التي حصدت أرواح المئات من الجنود و المسلحين.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا